اعترافات متأخرة - 2
كم كنتُ أفرح بصدفة تجمعنا سوياً في المصعد.. فيتسنى لي أن أصغي لهمس أنفاسك المضطربة.. و التي ما كنت أستطيع تهدأتها.. لاضطرابي أكثر..
لبستُ تنورتي الخضراء.. تلك التي أبديتَ إعجابك بها يوماً على استحياء.. و كم كررت لبسها في كل حفلة كنت أذهب إليها.. علّي ألتقيك فتعرف أنني ارتديتها هذه المرة.. و كل مرة.. لك وحدك..
في حضرتك.. كنت أتفوه بالنكات الحمقاء.. ذلك أن كل فصاحتي في الحديث كانت تتناثر بسهم قاطع من عينيك نحوي..
أوَتدري كم كنتُ أبكي ذلك اليوم.. يطرق رجال أغراب باب بيتي.. و يتقدمون لخطبتي.. و أنت.. يا أنت.. يا أقرب لي من روحي.. تأبى أن تقدم على هذه الخطوة الشكلية.. بكيتُ بحرقة بسببك..
و رأيت اسمك نفس الليلة يلمع على هاتفي.. فرحت للوهلة الأولى.. و ظننت أنك أخيراً تهتم.. لكن.. لكنك ذبحتني لمّا قلت بضع عبارات باردة عن مجمل أحوال الحياة.. كلام لا يهمني سماعه.. ليس في تلك الليلة.. فاعتذرت منك.. و ادعيت رغبتي في النوم.. و عيني ما ذاقت النوم لليالٍ بعدها.. فهي لا تطيب إلا بسكناك بها..
و لمّا أمطرت الدنيا ذلك اليوم.. عشقت الشتاء لأول مرة في حياتي.. و أنا التي لا تهوى إلا الصيف و أيامه.. و سحقتُ كبريائي و قبلت عرضك بإيصالي.. فلا كبرياء لي إلا بين أحضانك.. لو كنت تعرف..
اضافة تعليق