احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

في حبّ دمشق

لو سألتني عن أجمل حلم أغمضتُ عليه جفوني، لأجبتك بلا تردد، أنه حلم رواد منامي منذ بضع سنين، تمنيتُ و كم تمنيتُ لو أصبح من منامي فأراه حقيقة على أرض الواقع..

لقد حلمتُ بأنني أمشي في منطقة جبل عمّان، و فجأة، أترك صديقاتي اللاتي كنت أسير معهن في المنطقة، و أكتشف زقاقاً جانبياً أراه لأول مرة، فأستمر بالسير به، ليأخذني بعد بضع خطوات و يحملني إلى الشام!! أجل، رأيت نفسي فجأة في الشام على بعد بضع خطوات من عمّان..

كان شعوراً لا يوصف تلك اللحظة، ذرفتُ دموع الفرح، و شكرتُ الربّ الذي ألغى أخيراً الحدود بين بلادنا..

***

أذكر بأنني لمّا شاهدت مسلسل "على طول الأيام" للمخرج حاتم علي، عشقت الشام دون أن أراها في الحقيقة، لم أكن زرتها و لا مرة واحدة، إلا أنني عشقتها في عيون حاتم علي، و أحببت الطريقة التي يراها بها، لقدت بدت كالفردوس على هذه الأرض.. بدت كموطن لكل غريب و حائر و وحيد.. و من هنا –و قد يجهل كثيرون هذه المعلومة- فإنني اخترتُ عنوان روايتي الأولى "أنتِ في عيوني"، و التي تشير إلى مدينة عمّان، بإلهام من هذا المبدع السوري.. لقد أحببتُ أن يرى القراء عمّان في عيوني..

***

منذ نعومة أظفاري انتشيتُ بعطرِ الشامِ في أشعار نزار قباني، ذاك الذي علمني حبّ الشعر و الأدب، مشيتُ في أزقتها، و تبرّكتُ بساحة جامعها الأموي، أدركتُ أنها قِبلة لكل عاشق من مختلف أنحاء الأرض، تجمعهم على الطهر و الحبّ و الإبداع.. كل ذاك عشته بين سطور نزار.. و كيف لا، و هو الدمشقي الذي لو شرحوا جسده.. لسال منه عناقيد و تُفاحُ..

****

و زرتُ الشام مرة، لم أشعر بأنني أفارق مدينتي عمّان أو وطني فلسطين للحظة واحدة.. شعرتُ بأنني أزور إحدى مدن أنحاء وطني الكبير.. كنت أزورها للمرة الأولى، و مع ذلك أحسست بأنها تعرفني تماماً.. تعرف تفاصيل روحي و لا تجهلني، و أنا كذلك أفهمها، و كيف لا و قد تشبعت بعشقها من قبل أن أراها.. أهلها.. يا الله ما أرقهم، و ما أحنّهم من أهل.. أشعروني بأنني ابنتهم، و أنني لا أزور هذا البلد للمرة الأولى في حياتي، إنما كأنني عاشرتهم منذ الأزل..

***

بدأتُ كلامي بالحديث عن حلم جميل راودني عن الشام.. إنما.. و كي أصحح الكلام.. فذاك الحلم بدا هو الواقع و هو عين المنطق.. بلادنا واحدة لا تعرف حدودا.. و هذه هي الحقيقة المطلقة.. و أما ما نشهده اليوم، فليس سوى كابوس آن لنا أن نتحرر منه.. و تصحو بلادنا لتتعانق في حضن الحرية و الحب و السلام..

 

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق